الإعلام الجغرافي

تقديم

    منذ الأمد تشكل المعرفة الجيدة للوسط الطبيعي والاصطناعي لميدان القتال أهم عنصر في عملية إتخاذ القرار.

    وعليه فإن المعلومة الجغرافية لها تأثير حاسم في التنظيم والمعدات والتدريب ومتطلبات الإمداد لمختلف القوات.

    ولهذا فإنها تساهم في التخطيط للعمليات العسكرية وإختيار الخطط التكتيكية الواجب إتباعها وكذا إمكانية تحقيق مختلف الاستراتيجيات العسكرية.

المعلومة الجغرافية ودورها في العمليات العسكرية الحديثة

    عرف اليوم المعلومة الجغرافية في المقام الأول بأنها علم بالمعنى العام، بالنظر للعلاقة بين المحيط والإنسان من أجل إعطاء نظرة شاملة لمهمة العسكري. تعد المعلومة الجغرافية ضرورية من أجل السيطرة على جميع عناصر العمل في الميدان في عمليات أصبحت متعددة الأسلحة ودولية، تستخدم منظومات أسلحة جديدة.

    المعلومة الجغرافية لا تستخدم إلا لأغراض الحرب، هي أيضا تعتبر أساسية من خلال مثلا معرفة الميدان والسكان وثقافاتهم، في إطار مهام حفظ الأمن وتطبيق الإتفاقيات الدولية. التصور الجغرافي لا ينحصر في التحليل النظري. تصلح المعلومة الجغرافية أيضا في إستعمال فوري وعملي. صلاتها بالتكتيك والإستراتيجية العملياتية غير قابلة للتفريق، كل فن عسكري يصور في بعد فضائي.

تشكل المعلومة الجغرافية قاعدة الفكر والعملية العسكرية وتحمل دعم للإستعلامات التي تقترحها ومساعدة لأخذ القرار وسند للقوات أثناء العملية.

المعلومة الجغرافيا في الجيش الوطني الشعبي

    أدى تطور نشاطات المعلومة الجغرافية في الجيش الوطني الشعبي إلى إحداث مصلحة الجغرافيا والكشف عن بعد للجــيش الوطني الشــعبي في سنة 1994، بمرسوم رئاسي رقم 94-96. هذه العملية تهدف إلى ضمان التكفل بإحتياجات الجيش الوطني الشعبي فيما يخص الخرائطية وبصفة عامة تدعيم وحدات القتال بالمعلومات الجغرافية والجيوفضائية والمستخدمين المؤهلين والتكوين والأشغال المتخصصة وقوانين إستعمال المعطيات الجغرافية وأخيرا من أجل تطوير وإدماج التكنولوجيات الجديدة في عملية إنتاج المعلومة والإستعلام الجغرافي الضروري لإستعمال القوات .

مهام مصلحة الجغرافيا والكشف عن بعد للجيش الوطني الشعبي

  • تلبية إحتياجات الجيش الوطني الشعبي من الوثائق الخرائطية والمعلومات الجغرافية،
  • بناء على توجيهات القيادة العليا، إعداد المخططات العامة للتطوير والتجهيز والتكوين في ميداني المعلومة الجغرافية والكشف عن بعد،
  • تنسيق وتوجيه أنشطة مختلف المصالح الجغرافية التابعة للجيش الوطني الشعبي وضمان التعاون مع الأجهزة الوطنية في ميادين النشاطات ذات الأهمية للدفاع الوطني،
  • إعداد مقاييس لإنجاز وحفظ الوثائق الخرائطية ذات الإستعمال العسكري. علاوة على ذلك يسلم الرخص لتنفيذ الأشغال الخاصة بكل الوثائق الخرائطية المتعلقة بالتراب الوطني التي تنجزها مختلف الهيئات العسكرية أو المدنية،
  • مراقبة المسوح الجيوديزية والطبوغرافية والهيدروغرافية والتغطيات التصويرية الجوية وكل الأشكال الأخرى لجمع المعطيات المتعلقة بالمحيط الفيزيائي للتراب الوطني ومياهه الإقليمية التي تنفذ من طرف أجهزة أجنبية أو تنفذ بمعيتها،
  • في ميدان الكشف عن بعد، وعلاوة على الإحتياجات العسكرية، مراقبة الأنشطة المدنية عبر التراب الوطني وتسليم الرخص اللازمة المتعلقة بذلك،
  • إدخال التكنولوجيات الجديدة في ميداني الجغرافيا والكشف عن بعد العسكريين وتقويمها،
  • بالإتصال مع الهياكل المعنية، إعداد برامج التكوين في العلوم الجغرافية التي تقدمها مؤسسات التكوين التابعة للجيش الوطني الشعبي وتتابع تطبيقها وتسهر على تحديثها،
  • تتابع تكوين المستخدمين العسكريين المتخصصين في العلوم الجغرافية وتسهر على إستعمالهم الملائم وتحسين مستوياتهم،
  • إعداد الملفات المتعلقة بالحدود البرية والبحرية للتراب الوطني ومياهه الإقليمية.

  •     من أجل تنفيذ مهامها وعلاوة لمكوناتها المركزية، تستند مصلحة الجغرافيا والكشف عن بعد للجيش الوطني الشعبي على المصلحتين اللامركزية التالية:

    1- المعهد الوطني للخرائط والكشف عن بعد

        هو مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري تابعة للقطاع الإقتصادي لوزارة الدفاع الوطني.

        تم إنشائه سنة 1967 ومن مهامه الرئيسية إنتاج وجمع وبحث وتطوير وحفظ ونشر المعلومة الجغرافية.

        يقدم المعهد الوطني للخرائط والكشف عن بعد المساعدة لمختلف الإدارات والسلطات والمؤسسات العمومية والخاصة.

        من جهة أخرى، يتدخل المعهد الوطني للخرائط والكشف عن بعد بصفة خبير في أشغال تعليم الحدود الوطنية.

        يضم المعهد الوطني للخرائط والكشف عن بعد ثلاثة (03) مؤسسات جهوية للخرائط والكشف عن بعد متواجدة بكل من وهران وقسنطينة وورقلة، والتي تمكنه من تعزيز تواجده على كامل التراب الوطني وتضمن له في نفس الوقت التقرب أكثر من مستعمليه.

    2- المركز الوطني لإستغلال سواتل الكشف عن بعد

        أنشئ سنة 2008 وهو مؤسسة إنتاج للجغرافيا العسكرية وإستعلام مصدره الصورة الساتلية لأغراض دفاعية.

        من أجل تنفيذ مهامه، يستند المركز على محطة قيادة لمراقبة وإستقبال الصور الساتلية المتواجدة بورقلة وهياكل للإنتاج متواجدة بالجزائر العاصمة.

        كما أسند أيضا للمركز في إطار البرنامج الفضائي الوطني، دور مهم بصفته المنشأة الأرضية المكلفة بالإستقبال والقيادة والمراقبة لكوكبة الأقمار الصناعية الجزائرية للكشف عن بعد.

        يجدر الذكر بأن مصلحة الجغرافيا والكشف عن بعد للجيش الوطني الشعبي تنسق وتوجه نشاطات المعلومة الجغرافية للمصالح الجغرافية لمختلف الأجهزة التابعة للجيش الوطني الشعبي، على غرار المصلحة الهيدروغرافية للقوات البحرية وخلية الخرائط لقيادة القوات الجوية.

        إن تفعيل سياسة تطوير المعلومة الجيوفضائية على مستوى الجيش الوطني الشعبي ترجمت بمجموعة من النشاطات تهدف إلى إتقان وتحسين التقنيات المحددة لمجال استعمالها. في أغلبها تعتبر هذه النشاطات، ذات بعد وطني ودولي وتحتاج إلى دراسة وتحليل في إطار متعدد القطاعات.

        في هذا الصدد، يشارك الجيش الوطني الشعبي ومن خلال مصلحة الجغرافيا والكشف عن بعد للجيش الوطني الشعبي، بنشاط وتعاون ضيق مع الوكالة الفضائية الجزائرية في تصور ووضع السياسة الوطنية لترقية وتطوير النشاط الفضائي على المستويات التكنولوجية والعلمية والتطبيقية التي تستجيب للمتطلبات الوطنية من أجل تطور شامل ودائم، مع إلزامية خفض التكاليف وتعبئة كافة الإمكانيات الوطنية وكذا إمتلاك المعرفة وطريقة العمل التي تسمح لنا بالتحرر الجزئي من التبعية الأجنبية.





    3- المجلس الوطني للإعلام الجغرافي

        نظرا للمكانة المهمة التي تشغلها مصالح الجيش الوطني الشعبي في ميدان الإعلام الجغرافي في الجزائر، ساندت وزارة الدفاع الوطني بقوة الإرادة السياسية الوطنية لطبع ديناميكية في المعرفة ونشر لوسائل معالجة المعلومة الجغرافية. هذه الإرادة ترجمت من خلال إنشاء المجلس الوطني للإعلام الجغرافي في سنة 1996.

        المجلس الوطني للإعلام الجغرافي هو جهاز إستشاري للدراسة والتوجيه والتنسيق والإعلام منصب لدى وزارة الدفاع الوطني، ويعتبر أداة مجلس الحكومة الجزائرية فيما يخص السياسة الوطنية للإعلام الجغرافي.