إحياء للذكرى السبعين (70) لإندلاع ثورة أول نوفمبر 1954، وترسيخا لتقاليدنا العسكرية العريقة، وتحت إشراف السيد عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، نظم الجيش الوطني الشعبي اليوم الجمعة أول نوفمبر 2024، على مستوى الطريق الوطني رقم 11 المحاذي لجامع الجزائر استعراضا عسكريا، حضره رؤساء دول كل من تونس، موريتانيا، الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي، كضيوف شرف فضلا عن ممثلي بعض الدول الشقيقة والصديقة.
الاستعراض العسكري عرف كذلك حضور السيد الفريق أول السعيد شنڤريحة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي ورئيسي كل من مجلس الأمة والمجلس الشعبي الوطني، رئيس المحكمة الدستورية ،الوزير الأول وأعضاء الحكومة.
فضلا عن قائد الحرس الجمهوري وقادة القوات والدرك الوطني وقادة النواحي العسكرية، ألوية وعمداء في الجيش الوطني الشعبي ومسؤولين سامين في الدولة بالإضافة إلى ممثلين عن الأسرة الثورية ومسؤولي وسائل الإعلام والأسرة الجامعية وكذا ممثلي السلك الدبلوماسي وملحقي الدفاع المعتمدين في الجزائر.
قبل بداية الاستعراض قام السيد رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، مرفوقا بالسيد الفريق أول سعيد شنقريحة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، بتفتيش التشكيلات المشاركة في الاستعراض على أنغام الموسيقى العسكرية مع إطلاق (70) طلقة مدفعية.
بعد مراسم التفتيش والاستماع إلى النشيد الوطني، ألقى السيد رئيس الجمهورية كلمة هنأ فيها الشعب الجزائري بهذه الذكرى الغالية التي يحتفل بها في ظل الجزائر الجديدة، كما أشاد السيد رئيس الجمهورية بمجهودات أفراد الجيش الوطني الشعبي المبذولة من أجل الحفاظ على سلامة وأمن واستقرار الوطن:

" إن هَذِهِ المُنَاسَبَة الوَطَنِية الخَالِدَة الزَّاخِرَةِ بِكُلِ آيَاتِ المَجْدِ وَالعِزِّ وَالفَخْرِ، تَبْقَى نَفَحَاتُهَا الطَيِّبَةُ تُثْبِتُ بِأنَّ الجزائر الّتي انْتَصَرَتْ بالأمْسِ على الاسْتِعمارِ، تُواصِلُ بِكُلِّ ثِقَةٍ دَرْبَ انْتِصاراتِها، بِفَضَلِ أبْنَائِهَا وَبَنَاتِهَا الأوفِيَاءِ لِعَهْدِ الشَّهَدَاء الأَبْرَار.
فِي هَذِهِ الذِّكْرَى السَّبْعِين لانَّدلاع ثَوْرَةِ التَّحْرِير الْمَجِيدِة، أَتَوَجَّهُ بِالتَّحِيَّة إلَى الْجَيْشِ الْوَطَنِيّ الشَّعْبِيُّ وَ كُلُّ الْإِسْلَاك الأَمْنِيَّةِ، الْمُرَابِطِين عَلَى الْحُدُودِ، دِفَاعًا عَنِ أَرْضِنَا الطَّاهِرَة، و السَّاهِرَين عَلَى حِمَايَةِ أجْوَائِنَا، وَمَشَارِفِنَا البَحْرِيةِ، وَالمُسْتَعِدِّينَ لِبَذّلِ النَّفْسِ وَالنَّفِيس وَالتَّضْحِيَة مِنْ أَجْلِ الحِفَاظِ على وَدِيعَةِ الشَّهَدَاءِ الأمْجَاد، وَالدِفَاع عَنْ الجُمهوريّة وَمُكْتَسَبَاتِهَا ."
كما أكد السيد رئيس الجمهورية حرصه الشديد على أن يكون هذا الإستعراض العسكري في مستوى أبعاد ورمزية الذكرى السبعين، وأن عقيدة الجيش الوطني الشعبي دفاعية وأن سلاحه موجه حصرا للدفاع عن الجزائر:

" في هَذَا اليَوْمِ المَجِيد حَرِصْنَا أشَدَّ الحِرْص على أنْ يَكُونَ الاسْتِعْرَاضُ العَسْكَرِيُّ، في مُسْتَوَى أبْعَادٍ وَرَمْزِيَة الذِكرى السَّبْعين، وَفي مُسْتَوَى تَضْحِيَاتِ صَانِعِيهَا، وَفَاءً لِمَنْ صَانُوا الوَدِيعَةَ، وَمُعَبّرًا عَنْ تَعْزيز الرَّابطَة المُقَدَّسَة بَيْنَ الشَّعْبِ وَبَنَاتِهِ وَأبْنَائِهِ في الجَيش الوطني الشَّعبي، الَّذين هُمْ مِنْ صُلْبِهِ، يَعْمَلَونَ بِحِس وَطَنيٍّ عَالٍ، وَبالتِزَامِ ثَابِتٍ وَوَطَنِيَّةٍ خَالِصَةٍ. وَيَجْدُرُ أنْ أُؤَكِّدُ هُنَا على عَقِيدَةِ الجَيْشِ الوَطَنِي الشَّعْبي الدِّفاعِيّة وَعَلى أنَّ سِلاحَهُ مُوَجَّهُ حَصْرًا لِلْدِفَاعِ عَنِ الجزائر، وَحِمَايَةِ سِيَادَتِهَا الوَطنِيّة، إلى جَانِبِ المُسَاهَمَة في إحْلَالِ الأمْنِ وَالسِّلْمِ الدِّولِيَيْن، طِبْقًا للالتِزامَات الدَّوْلِيّة وَالجِهَويَّة لبلادِنا، وَاحْتِرَامًا للقَانُونِ الدَّوْلي، وَفي إطارِ مبادئنا وَقَوَاعِدِنا الدُّستوريَّة".
ليعلن بعد ذلك عن الانطلاق الرسمي لاستعراض التشكيلات العسكرية التي استهلت بمربعي الفرقة الموسيقية والخيالة للحرس الجمهوري والتي تلتها مربعات المجاهدين وأشبال الأمة وقيادات القوات والمدارس العسكرية إضافة إلى مربعات المديرية العامة للأمن الوطني، المديرية العامة للحماية المدنية والمديرية العامة للجمارك.
ليفسح المجال بعدها لتشكيلات العربات القتالية التي تقدمتها الدبابات بمختلف أنواعها، عربات المشاة الميكانيكية والآلية، المدفعية والمدفعية الصاروخية بمختلف أنواعها، منظومات متنوعة للمدفعية المضادة للطئرات ومنظومات صواريخ الدفاع الجوي المتطورة، منظومات رادار متنوعة، عربات خفيفة التدريع وعربات الاستطلاع والتدخل، ثم تشكيلات لمختلف آليات هندسة القتال المخصصة لفتح الطرقات ونصب الجسور وعربات الإسناد المتعدد الأشكال بما فيها التقني والطبي، ليليه تشكيل الدراجات النارية التابعة لقيادة الدرك الوطني.
من جهة أخرى زينت التشكيلات الجوية سماء خليج العاصمة من خلال عروض جوية أدتها طائرات تابعة للقوات الجوية مختصة في النقل التكتيكي، المقاتلات، الاستطلاع والقاذفات بالإضافة إلى تشكيلات لمروحيات هجومية وأخرى مختصة في الاستطلاع، النقل والبحث والإنقاذ وبمشاركة مروحيات قيادة الدرك الوطني، المديرية العامة للأمن الوطني وكذا الحماية المدنية.
على إثر ذلك فتح المجال للإنزال المظلي لتشكيلة من الفريق الوطني العسكري للقفز المظلي ذكور وإناث، تلاه استعراض تشكيلات القوات البحرية متمثلة في سفن حربية متنوعة ومتعددة المهام على غرار الغواصات سفينتي القيادة ونشر القوات وكذا الإسناد والدعم، الفرقاطات، الغرابات، كاسحات الألغام وسفن تدريبية وسفن مخصصة للبحث وإنقاذ.
أختتم الاستعراض العسكري بعروض فنية شيقة لفرقة المزاود للحرس الجمهوري.