منذ الأزمنة الغابرة وحتى القرن العشرين كان تاريخ الجزائر زاخرا بالوقائع والأحداث وفي خضم هذه السيرورة التاريخية برزت حقيقة تاريخية لا يمكن تجاهلها: كفاح الشعب الجزائري على مدى القرون من أجل استقلاله وحريته.يعتبر كفاح الشعب الجزائري المستميت من الملوك النوميديين إلى ثورة نوفمبر الخيط الموصل لفهم الشخصية الجزائرية، ولتجسيد ذلك أقيم المتحف المركزي للجيش الوطني الشعبي.




    فتح المتحف المركزي للجيش الوطني الشعبي أبوابه في جوان 1985 ورغم حداثة عهده فإنه حقق عملا معتبرا وخاصة عندما نعلم ما يتطلبه من وقت ومجهودات لتشكيل مجموعات من التحف والشواهد وأيضا بالنظر إلى المساحة الشاسعة التي يحتلها.




    يعرض المتحف المركزي للجيش الوطني الشعبي الآن ما يزيد على 3000 أثر و2000 مؤلف وآلاف الوثائق التي توصل إلى جمعها في أقل من 11 سنة، والعمل لا يزال متواصلا لكي يتحول إلى بانوراما لتاريخ غني بالوقائع التاريخية العظمى. ولما يقترحه المتحف المركزي للجيش الوطني الشعبي لتمثيل التاريخ فإنه مؤسسة حية قابلة للتطور قد لا تصل إلى الإثارة لمعايشة التاريخ الفعلي إلا أنها لا تقل عنه حضورا وجاذبية. ويحتوي المتحف المركزي للجيش ما يكفي لتمضية أوقات مشوقة ومفيدة للغاية. علاوة على مجموعات التحف والشواهد الموزعة في أربعة مستويات، فإن المتحف المركزي للجيش يحتوي على مكتبة متخصصة مفتوحة للباحثين.




    يقع المتحف المركزي للجيش جنوب غربي مجمع رياض الفتح، وهو يتربع على مساحة تقدر بـ 17.000 م2 ويشتمل على: طابق أرضي، طابق سفلي وأربعة (04) طوابق علوية، وبهذه الطوابق نجد:

    في الطابق الأرضي

  • ورشات.
  • مخابر.
  • مكاتب.
  • قاعة مراقبة.
  • قاعة للمصالح التقنية.
  • أربع نقاط بيع.
  • رافعتان ومصعد.

    في الطابق السفلي

  • قاعة شرفية تؤدي إلى قاعة محاضرات تتسع لـ 400 مقعد.
  • مدخل يؤدي إلى بهورئيسي مغطى ويتضمن مكتبة بها قاعات للمطالعة وأخرى للوثائق.
  • مقهى ودكاكين لبيع الأشياء التذكارية.
  • أدراج لربط الحامل العمودي بثلاثة مصاعد ورافعتين في الطابق الأول.
  • مناطق عرض مساحتها 2.700 م2.
  • مركب إداري.
  • أربعة أدراج.
  • ثلاثة مصاعد.
  • رافعتان تربطان الوصل العمودي.

    في الطابق الثاني

  • مناطق عر ض مساحتها 2700 م2.
  • مراكز إدارية.
  • ثلاث مصاعد.
  • أربعة أدراج.
  • رافعتان.

    في الطابق الثالث

  • مناطق عرض مساحتها 700 م2.
  • ورشات.
  • ثلاثة أدراج.
  • مصعدان.



موقعه

    شيد هذا المعلـم التاريخي فوق ربوة "المدنية" بالجزائر، ضمن مجمع ثقافي اقتصادي هومجمع رياض الفتح الذي بني على أنقاض حي قديم يسمّى حي "الأكاسيا".

    وإذ يقف المتحف المركزي اليوم مقابلا لمقام الشهيد الذي أقامته الجزائر تخليدا لشهدائها الأبرار، فإن لاختيار هذا الموقع ما يبرّره، إذ أن هذه البقعة من "المدنية" تشكل قاسما مشتركا بين عمليات وأ حدا ث عديدة سجل فيها أبطال الجزائر أروع الإنتصارات، كما لقي فيها بعض أبناء هذا الوطن المفدى سوء العذاب على يد المعمرين الدخلاء، وقبل هذا فإن نفس المكان كان مهدا لحوادث تاريخية هامة.

    ويمكن توضيح أسباب الاختيار بإيجاز فيما يلي:

  • تسمية "المدنية" في حدّ ذاتها مأخوذة من لقب الإخوة الشهداء، مدني الثلاثة ولعلّ خير دليل على حبّ الاستزادة في تخليد هؤلاء الفتية هوإ طلاق اسم الإخوة مدني على شارع هام موجود بحيّ "المدنية".
  • أن هذا المكان كان قلعة عسكرية قديمة وحصنا منيعا إذ تحطم الأسطول الإسباني بقيادة شارل الخامس ملك إ سبانياعلى أسواره في نوفمبر 1541، عندما كان الأسطول يحاول القيام بعملية إنزال في الرميلة (حديقة الحامّة حاليا).
  • اجتماع مجموعة الـ 22 التاريخي الذي انعقد بحي "المدنية" في السابع عشر من شهر جوان 1954 وبالضبط في منزل "دريش إلياس" المحاذي للمتحف المركزي للجيش وهو ا لإجتماع الذي قدر لهذه الأ عمال أن تكون اللبنة الأولى في مسيرة ثورة نوفمبر الخالدة التي قادت البلاد إلى استعادة الاستقلال والكرامة.
  • وبهذا الموقع وضواحيه اختار المستعمر مراكز للتعذيب والتنكيل بأبناء الجزائر البررة، فكم ا بتلع بئر القلعة العسكرية القديمة من مجاهدين ومناضلين، وكم قاسى الإنسان الجزائري من وحشية العذاب وقساوة الجرائم البشعة في (فيلا سكينة سابقا) على يد السفاح لاقايارد إذ كان هذا الطاغية بعد أن يصلب ضحاياه يشدهم إلى لوحة بواسطة دبابيس، ثـم تتتالى رميات الخنجر وهويختال منتشيا بدمائهم الناضخة.