موقعه
شيد هذا المعلـم التاريخي فوق ربوة "المدنية" بالجزائر، ضمن مجمع ثقافي اقتصادي هومجمع رياض الفتح الذي بني على أنقاض حي قديم يسمّى حي "الأكاسيا".
وإذ يقف المتحف المركزي اليوم مقابلا لمقام الشهيد الذي أقامته الجزائر تخليدا لشهدائها الأبرار، فإن لاختيار هذا الموقع ما يبرّره، إذ أن هذه البقعة من "المدنية" تشكل قاسما مشتركا بين عمليات وأ حدا ث عديدة سجل فيها أبطال الجزائر أروع الإنتصارات، كما لقي فيها بعض أبناء هذا الوطن المفدى سوء العذاب على يد المعمرين الدخلاء، وقبل هذا فإن نفس المكان كان مهدا لحوادث تاريخية هامة.
ويمكن توضيح أسباب الاختيار بإيجاز فيما يلي:
- تسمية "المدنية" في حدّ ذاتها مأخوذة من لقب الإخوة الشهداء، مدني الثلاثة ولعلّ خير دليل على حبّ الاستزادة في تخليد هؤلاء الفتية هوإ طلاق اسم الإخوة مدني على شارع هام موجود بحيّ "المدنية".
- أن هذا المكان كان قلعة عسكرية قديمة وحصنا منيعا إذ تحطم الأسطول الإسباني بقيادة شارل الخامس ملك إ سبانياعلى أسواره في نوفمبر 1541، عندما كان الأسطول يحاول القيام بعملية إنزال في الرميلة (حديقة الحامّة حاليا).
- اجتماع مجموعة الـ 22 التاريخي الذي انعقد بحي "المدنية" في السابع عشر من شهر جوان 1954 وبالضبط في منزل "دريش إلياس" المحاذي للمتحف المركزي للجيش وهو ا لإجتماع الذي قدر لهذه الأ عمال أن تكون اللبنة الأولى في مسيرة ثورة نوفمبر الخالدة التي قادت البلاد إلى استعادة الاستقلال والكرامة.
- وبهذا الموقع وضواحيه اختار المستعمر مراكز للتعذيب والتنكيل بأبناء الجزائر البررة، فكم ا بتلع بئر القلعة العسكرية القديمة من مجاهدين ومناضلين، وكم قاسى الإنسان الجزائري من وحشية العذاب وقساوة الجرائم البشعة في (فيلا سكينة سابقا) على يد السفاح لاقايارد إذ كان هذا الطاغية بعد أن يصلب ضحاياه يشدهم إلى لوحة بواسطة دبابيس، ثـم تتتالى رميات الخنجر وهويختال منتشيا بدمائهم الناضخة.