الخدمة الوطنية في خدمة الأمة
تعتبر الخدمة الوطنية بمثابة مؤسسة حقيقية تم إنشاؤها في 16 أفريل 1968 ضمن الجيش الوطني الشعبي، في الوقت الذي كانت فيه الجزائر منهمكة في تنفيذ برنامج تنموي واسع النطاق، على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ليسهم أفرادها إسهاما كبيرا في تنمية بلادنا، ولهم أن يفخروا بتلك المساهمة الفعّالة في تحقيق الكثير من الإنجازات التي شملت تثمين المناطق الريفية، إنجاز السدود وترميمها، بناء منشآت الري وشق الطرقات، إقامة خطوط الكهرباء والهاتف، بناء القرى الفلاحية، المطارات، المستشفيات، المستوصفات (بما في ذلك المساهمة في إنجاز المستشفى المركزي للجيش بعين النعجة)، الأحياء الجامعية، المدارس والثانويات إلى جانب المساهمة في برامج استصلاح الأراضي وحملات التشجير، على غرار تلك التي جرت بسعيدة بين 1970 و1971،... الخ.
وتتمثل إنجازات الخدمة الوطنية الأكثر وقعا وحضورا في ذاكرة الجزائريين في:
طريق الوحدة الإفريقية:
أو الطريق العابر للصحراء، وهو المشروع الاستراتيجي الهادف إلى فك العزلة عن مناطق الصحراء الجزائرية بإنجاز طريق عصري يربط المنطقة المغاربية بالساحل على طول 2000 كلم، ويمثل هذا الإنجاز أحد أكبر الإنجازات التي ساهم فيها شباب الخدمة الوطنية في إطار مخطط تهيئة الإقليم والتكامل القاري.
السد الأخضر:
الهادف إلى وقف زحف الرمال نحو الشمال، من خلال ورشة ضخمة للتشجير بشريط طوله 1500 كلم وعرضه 20 كلم، أي ما يعادل ثلاثة ملايين هكتار تغطي الهضاب العليا وسفوح الأطلس الصحراوي.
بناء القرى الفلاحية:
ساهم شباب الخدمة الوطنية في بناء 1000 قرية فلاحية تضم سكنات لائقة وعصرية بكل مرافقها، وذلك بهدف استكمال الاستقلال في جميع الميادين وتغيير الواقع الاجتماعي المزري الذي عانت منه فئات واسعة من شعبنا.
كما يتذكر الجزائريون والجزائريات المشاركة الحاسمة لشباب الخدمة الوطنية، في إزالة مخلفات وآثار مختلف الكوارث الكبرى التي ألمت ببلادنا على غرار الزلزال المدمر الذي ضرب مدينة الشلف (الأصنام سابقا) وضواحيها سنة 1980، فيضانات باب الوادي بالعاصمة في 2001 وزلزال بومرداس في 2003، إلى جانب مساهمتهم في العديد من الأعمال الإنسانية كبناء هياكل استقبال لفائدة المسنين والمعوزين مثل مركز ديار الرحمة في بلدية بئر خادم (الجزائر العاصمة)، لتبقى الخدمة الوطنية دائما تعكس العلاقة القوية والروابط الصلبة بين الشعب وقواته المسلحة، والتي تجسدت خلال فترات عديدة من تاريخ بلادنا.
عرفت الخدمة الوطنية العديد من التطورات مواكبة للتحولات التي شهدتها بلادنا، خاصة فيما يتعلق بمدة الخدمة التي تم تقليصها إلى 12 شهرا بعد أن كانت فيما مضى 24 شهرا فــ 18 شهرا، وذلك في إطار احترافية الجيش وعصرنته، كما عرفت أيضا إنشاء مكاتب ومراكز موزعين عبر مختلف ولايات الوطن قصد تقريب إدارة الخدمة الوطنية من المواطن خصوصا القاطنين بالمناطق البعيدة والمعزولة.